هل يمكن استخدام تويتر كمؤشّر لمن سيفوز بالانتخابات الرئاسية الأميركية؟
.
أطلقت شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" مطلع هذا الشهر خدمة "المؤشّر السياسي"، التي تهدف إلى قياس الاتجاهات والمشاعر تجاه كل من الرئيس أوباما ومنافسه إلى الانتخابات الرئاسية ميت رومني مقارنة بالمشاعر الكامنة في جميع الرسائل على تويتر.
ويقوم المؤشّر الذي أطلق عليه اسم تويندكس بتقييم المشاعر الكامنة في رسائل تويتر (التغريدات) التي تذكر اسم أوباما أو رومني، وتقارنها بجميع الرسائل الأخرى التي تبعث عبر تويتر والتي يقدر عددها بأكثر من 400 مليون رسالة في اليوم.
وتستعين تويتر بشركة توبسي لتحليل البيانات. ولمراقبة جودة الخدمة، وظفت الشركة محللا ديموقراطيا (شركة ميلمان) وآخر جمهوريا (شركة نورثستار لأبحاث الرأي العام).
وتنظر آلية تويندكس يوميا إلى الرسائل المرسلة منذ ثلاثة أيام، لكنها تعطي للرسائل الجديدة قيمة أكبر، ثم تعطي علامة رقمية (من 1 إلى 100) لكل من المرشحيْن بناء على برنامج يزن دلالات التعابير لاستنتاج ما إذا كانت تعبر عن مشاعر إيجابية أم سلبية، وذلك قياسا إلى جميع رسائل تويتر الأخرى.
فمثلا، كانت علامة الرئيس أوباما على تويندكس يوم الأربعاء 20، مما يعني أن التغريدات التي ذكرته في ذلك اليوم أكثر إيجابية مقارنة بـ20 في المئة من جميع تغريدات تويتر. أما رومني فقد سجل علامة 16. ويقيس تويندكس أيضا مدى الصعود أو الهبوط في علامات الرجلين عن اليوم السابق، مما يلفت إلى القيمة الآنية للمؤشّر. فقد صعدت علامات أوباما نقطتين عن اليوم السابق، بينما صعد رومني نقطة واحدة.
لكن ما مدى دقة هذه الخدمة في قياس اتجاهات الناخبين، والتنبؤ بمن سيفوز بالانتخابات؟ هل تعكس مشاعر جميع الناخبين؟ هل يمكن أن تكون بديلا عن استطلاعات الرأي التقليدية؟
أحد الأسئلة التي قد تطرأ هو: كيف لبرنامج آلي أن يتعرف على المشاعر السلبية أو الإيجابية؟ ألا يستخدم الناس أساليب السخرية والمفارقة التي تبدو في ظاهرها إيجابية لكنها تحمل انتقادات مبطنة؟
يقول جيمي دي غوير نائب رئيس شركة توبسي القائمة على تويندكس في حوار مع "راديو سوا" عبر الإيميل: "أثبت نموذج توبسي لتحليل المشاعر الاجتماعية فعاليته بشكل كبير. فقد قمنا بتجارب لمقارنة آلية تبويب التغريدات مع التبويب الذي يقوم به الإنسان العادي فكان هناك تقارب في 90 في المئة من الحالات، على الرغم من أن الناس يختلفون حول كيفية تبويب أمور مثل السخرية. كما أظهر مؤشّر تويتر السياسي ترابطا مع استطلاعات غالوب للرأي حول الرضا عن أوباما".
ومن ناحية التقارب بين تويتر واستطلاعات غالوب، يؤكد عليها برايان روتليج من جامعة كارنيغي ميلون الذي شارك في تأليف ورقة بحث بعنوان "من التغريدات إلى الاستطلاعات: الربط بين المشاعر في الرسائل النصية ومشاعر الشعب"، والذي نظر إلى استخدام تويتر أثناء الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2008 حين كانت شهرة الشبكة أقل بكثير وقارن بينها وبين نتائج استطلاعات مؤسسة غالوب يوميا.
يقول روتليج: "وجدنا باستخدام نظام إحصائي بسيط نسبيا أن هناك تقاربا بين تويتر ونتائج استطلاعات غالوب اليومية. فمن المنطقي أن نظاما تحليليا أكثر تطورا لتويتر قد يفتح نافذة على مشاعر الناخبين".
غير أن روتليج يشير إلى جوانب ضعف لتويندكس تتمثل في أن مستخدمي تويتر منحازون ولا يمثلون جميع الناخبين. أما استطلاعات الرأي التقليدية فهي دقيقة وحريصة في عملية اختيار العينة بحيث تشكل تمثيلا جيدا من خلال عدد قليل من الناس. ومع أن مستخدمي تويتر لا يعتبرون تمثيلا جيدا، إلا أن من السهل الحصول من خلالها على عينة كبيرة جدا (مليارات التغريدات).
والسؤال التجريبي والمثير للاهتمام الذي يطرحه روتليج هو: "هل يمكن أن يعوض حجم العينة عن قلة تمثيلها للناخبين؟"
كما يشير روتليج إلى مجال كبير لتويندكس للتحسن مع الوقت، فيقول: "هناك مجال كبير للتحسن في الدقة من ناحية عدد التغريدات وكذلك نماذج التحليل. غير أن تويتر ليس وسطا ثابتا؛ فهناك تغيير في عادات المستخدمين وطرق الاستخدام والتغييرات في أدوات الاستخدام مثل الهواتف، وكل ذلك يجعل الوسط غير ثابت، لذا فالتحسينات غير مضمونة كما هو الحال في تحسين النماذج الإحصائية".
ويحذر روتليج من إمكانية التلاعب من قبل السياسيين ومجموعات الضغط واستخدام تويتر للدعاية، مما يؤثر على نتائج المؤشّر، فيقول: "هناك الآن ومنذ فترة استغلال لتويتر. فالمرشحين يطلقون التغريدات بهدف التأثير على الرأي العام. وكذلك الحال بالنسبة للأفراد. لذا فإن تحليل مستوى المشاعر يحتاج إلى نموذج إحصائي واقتصادي لتحديد كيفية التغريد والأسباب التي تجعل الناس يغردون".
أما زاك هوفر-شول وهو محلل في مؤسسة فوريستر للأبحاث ومقرها مدينة كيمبريج بولاية ماساتشوستس، فيرى أن شبكات التواصل الاجتماعي على الرغم من كونها أداة فعالة للبحث، إلا أن قدرتها على تمثيل مشاعر الشعب "متخمة بالعيوب".
ويشير هوفر-شول إلى ثلاثة أسباب: أولها أن العينة في شبكات التواصل الاجتماعي منحازة ولا تمثل الناخبين، والثانية أن الناخب له صوت واحد في الانتخابات في حين يستطيع أن يغرد بالقدر الذي يشاء، والثالث أن الشخص يغرد في الشؤون التي يحبها أو يكرهها، لكنه لا يغرد في الشؤون التي يعتبرها حيادية أو مقبولة، لكن ذلك يختلف عن عملية التصويت، إذ كثيرا ما يصوت الناخب للمرشح الذي يراه مقبولا، وإن لم يكن متحمسا له بشكل كبير.
لكن هوفر-شول يؤكد أن أن هناك طيفا واسعا في القدرة على استخدام تويتر كأداة بحثية، ويقول: "هناك طرق بسيطة وغير دقيقة على الإطلاق، وهناك أيضا أساليب متطورة ودقيقة إلى حد ما. وعلى الرغم من أن تويندكس يأتي في الجانب المتطور والأكثر جودة، إلا أنه لا يزال بعيد عن الكمال".
ومما يضعف من دقة تويندكس أيضا نوعية الناس الذين يستخدمون تويتر، فهم لا شك من البارعين في استخدام التكنولوجيا، مما يجعل جيمس كامبيل، وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة بافالو والمتخصص في شؤون استطلاعات الرأي، يشكك في كون المؤشّر مقياسا جيدا لمشاعر الناخبين، ويقول: "يغلب عليه أن يكون منحازا بشكل كبير إلى المستخدمين الشباب في حين أن الناخبين يميلون إلى أن يكونوا مواطنين أكبر سنا".
وقد بين استطلاع للرأي أجرته مؤسسة أيدسون للأبحاث لدى خروج الناخبين من مكاتب الاقتراع في الانتخابات الرئاسية عام 2008 أن الشباب ما بين سن 18 إلى 29 يشكلون 18 في المئة فقط من مجموع الناخبين.
وهنا يبرز تفاوت بين نسبة الناخبين الشباب الضئيلة في الولايات المتحدة مقارنة بنسبتهم في البلاد العربية، حيث إن أكثر من 60 في المئة من الشعوب العربية هم دون سن الـ30. وهذه الدول التي تشهد تغيرات نحو الديموقراطية، فجرها جيل الشباب بفعل التكنولوجيا، سوف تجد في خدمة مثل مؤشّر تويتر آلية مراقبة ومقياسا للاتجاهات السياسية، لا سيما في الانتخابات المهمة التي ستجرى في السنوات المقبلة.
ويقوم المؤشّر الذي أطلق عليه اسم تويندكس بتقييم المشاعر الكامنة في رسائل تويتر (التغريدات) التي تذكر اسم أوباما أو رومني، وتقارنها بجميع الرسائل الأخرى التي تبعث عبر تويتر والتي يقدر عددها بأكثر من 400 مليون رسالة في اليوم.
وتستعين تويتر بشركة توبسي لتحليل البيانات. ولمراقبة جودة الخدمة، وظفت الشركة محللا ديموقراطيا (شركة ميلمان) وآخر جمهوريا (شركة نورثستار لأبحاث الرأي العام).
وتنظر آلية تويندكس يوميا إلى الرسائل المرسلة منذ ثلاثة أيام، لكنها تعطي للرسائل الجديدة قيمة أكبر، ثم تعطي علامة رقمية (من 1 إلى 100) لكل من المرشحيْن بناء على برنامج يزن دلالات التعابير لاستنتاج ما إذا كانت تعبر عن مشاعر إيجابية أم سلبية، وذلك قياسا إلى جميع رسائل تويتر الأخرى.
فمثلا، كانت علامة الرئيس أوباما على تويندكس يوم الأربعاء 20، مما يعني أن التغريدات التي ذكرته في ذلك اليوم أكثر إيجابية مقارنة بـ20 في المئة من جميع تغريدات تويتر. أما رومني فقد سجل علامة 16. ويقيس تويندكس أيضا مدى الصعود أو الهبوط في علامات الرجلين عن اليوم السابق، مما يلفت إلى القيمة الآنية للمؤشّر. فقد صعدت علامات أوباما نقطتين عن اليوم السابق، بينما صعد رومني نقطة واحدة.
لكن ما مدى دقة هذه الخدمة في قياس اتجاهات الناخبين، والتنبؤ بمن سيفوز بالانتخابات؟ هل تعكس مشاعر جميع الناخبين؟ هل يمكن أن تكون بديلا عن استطلاعات الرأي التقليدية؟
أحد الأسئلة التي قد تطرأ هو: كيف لبرنامج آلي أن يتعرف على المشاعر السلبية أو الإيجابية؟ ألا يستخدم الناس أساليب السخرية والمفارقة التي تبدو في ظاهرها إيجابية لكنها تحمل انتقادات مبطنة؟
يقول جيمي دي غوير نائب رئيس شركة توبسي القائمة على تويندكس في حوار مع "راديو سوا" عبر الإيميل: "أثبت نموذج توبسي لتحليل المشاعر الاجتماعية فعاليته بشكل كبير. فقد قمنا بتجارب لمقارنة آلية تبويب التغريدات مع التبويب الذي يقوم به الإنسان العادي فكان هناك تقارب في 90 في المئة من الحالات، على الرغم من أن الناس يختلفون حول كيفية تبويب أمور مثل السخرية. كما أظهر مؤشّر تويتر السياسي ترابطا مع استطلاعات غالوب للرأي حول الرضا عن أوباما".
ومن ناحية التقارب بين تويتر واستطلاعات غالوب، يؤكد عليها برايان روتليج من جامعة كارنيغي ميلون الذي شارك في تأليف ورقة بحث بعنوان "من التغريدات إلى الاستطلاعات: الربط بين المشاعر في الرسائل النصية ومشاعر الشعب"، والذي نظر إلى استخدام تويتر أثناء الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2008 حين كانت شهرة الشبكة أقل بكثير وقارن بينها وبين نتائج استطلاعات مؤسسة غالوب يوميا.
يقول روتليج: "وجدنا باستخدام نظام إحصائي بسيط نسبيا أن هناك تقاربا بين تويتر ونتائج استطلاعات غالوب اليومية. فمن المنطقي أن نظاما تحليليا أكثر تطورا لتويتر قد يفتح نافذة على مشاعر الناخبين".
غير أن روتليج يشير إلى جوانب ضعف لتويندكس تتمثل في أن مستخدمي تويتر منحازون ولا يمثلون جميع الناخبين. أما استطلاعات الرأي التقليدية فهي دقيقة وحريصة في عملية اختيار العينة بحيث تشكل تمثيلا جيدا من خلال عدد قليل من الناس. ومع أن مستخدمي تويتر لا يعتبرون تمثيلا جيدا، إلا أن من السهل الحصول من خلالها على عينة كبيرة جدا (مليارات التغريدات).
والسؤال التجريبي والمثير للاهتمام الذي يطرحه روتليج هو: "هل يمكن أن يعوض حجم العينة عن قلة تمثيلها للناخبين؟"
كما يشير روتليج إلى مجال كبير لتويندكس للتحسن مع الوقت، فيقول: "هناك مجال كبير للتحسن في الدقة من ناحية عدد التغريدات وكذلك نماذج التحليل. غير أن تويتر ليس وسطا ثابتا؛ فهناك تغيير في عادات المستخدمين وطرق الاستخدام والتغييرات في أدوات الاستخدام مثل الهواتف، وكل ذلك يجعل الوسط غير ثابت، لذا فالتحسينات غير مضمونة كما هو الحال في تحسين النماذج الإحصائية".
ويحذر روتليج من إمكانية التلاعب من قبل السياسيين ومجموعات الضغط واستخدام تويتر للدعاية، مما يؤثر على نتائج المؤشّر، فيقول: "هناك الآن ومنذ فترة استغلال لتويتر. فالمرشحين يطلقون التغريدات بهدف التأثير على الرأي العام. وكذلك الحال بالنسبة للأفراد. لذا فإن تحليل مستوى المشاعر يحتاج إلى نموذج إحصائي واقتصادي لتحديد كيفية التغريد والأسباب التي تجعل الناس يغردون".
أما زاك هوفر-شول وهو محلل في مؤسسة فوريستر للأبحاث ومقرها مدينة كيمبريج بولاية ماساتشوستس، فيرى أن شبكات التواصل الاجتماعي على الرغم من كونها أداة فعالة للبحث، إلا أن قدرتها على تمثيل مشاعر الشعب "متخمة بالعيوب".
ويشير هوفر-شول إلى ثلاثة أسباب: أولها أن العينة في شبكات التواصل الاجتماعي منحازة ولا تمثل الناخبين، والثانية أن الناخب له صوت واحد في الانتخابات في حين يستطيع أن يغرد بالقدر الذي يشاء، والثالث أن الشخص يغرد في الشؤون التي يحبها أو يكرهها، لكنه لا يغرد في الشؤون التي يعتبرها حيادية أو مقبولة، لكن ذلك يختلف عن عملية التصويت، إذ كثيرا ما يصوت الناخب للمرشح الذي يراه مقبولا، وإن لم يكن متحمسا له بشكل كبير.
لكن هوفر-شول يؤكد أن أن هناك طيفا واسعا في القدرة على استخدام تويتر كأداة بحثية، ويقول: "هناك طرق بسيطة وغير دقيقة على الإطلاق، وهناك أيضا أساليب متطورة ودقيقة إلى حد ما. وعلى الرغم من أن تويندكس يأتي في الجانب المتطور والأكثر جودة، إلا أنه لا يزال بعيد عن الكمال".
ومما يضعف من دقة تويندكس أيضا نوعية الناس الذين يستخدمون تويتر، فهم لا شك من البارعين في استخدام التكنولوجيا، مما يجعل جيمس كامبيل، وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة بافالو والمتخصص في شؤون استطلاعات الرأي، يشكك في كون المؤشّر مقياسا جيدا لمشاعر الناخبين، ويقول: "يغلب عليه أن يكون منحازا بشكل كبير إلى المستخدمين الشباب في حين أن الناخبين يميلون إلى أن يكونوا مواطنين أكبر سنا".
وقد بين استطلاع للرأي أجرته مؤسسة أيدسون للأبحاث لدى خروج الناخبين من مكاتب الاقتراع في الانتخابات الرئاسية عام 2008 أن الشباب ما بين سن 18 إلى 29 يشكلون 18 في المئة فقط من مجموع الناخبين.
وهنا يبرز تفاوت بين نسبة الناخبين الشباب الضئيلة في الولايات المتحدة مقارنة بنسبتهم في البلاد العربية، حيث إن أكثر من 60 في المئة من الشعوب العربية هم دون سن الـ30. وهذه الدول التي تشهد تغيرات نحو الديموقراطية، فجرها جيل الشباب بفعل التكنولوجيا، سوف تجد في خدمة مثل مؤشّر تويتر آلية مراقبة ومقياسا للاتجاهات السياسية، لا سيما في الانتخابات المهمة التي ستجرى في السنوات المقبلة.
كتبت: لينة ملكاوي - منقول عن الحره
0 تعليقات على موضوع : هل يمكن استخدام تويتر كمؤشّر لمن سيفوز بالانتخابات الرئاسية الأميركية؟